العودة إلى الأعلى

اتجاهات وقضايا أساسية في المساعدات الخارجية القطرية

تبرهن هذه الورقة البحثيّة على أن دولة قطر تستجيب للنداءات الإنسانية التي تطلقها الأمم المتحدة وتلبّيها في الدول العربية، وأنّها اضطلعت بدور فعّال في ضمان أن تكون جهة مانحة مهمة في البلدان الشريكة، وتجنب الوقوع في فخ التوسّع الذي يفضي إلى التشتّت وضعف التأثير. كما إنّ قطر تركّز مساعداتها في البلدان المجاورة.

الملخص التنفيذي

غدت قطر مؤخراً دولة مانحةً للمساعدات الخارجية متوسطة الحجم إذا ما قورنت مع حجم نيوزيلندا والبرتغال، وذلك بفضل توسع دخلها القومي الإجمالي المعتمد على تصدير الغاز. وهي تتقصّى سبل إضفاء طابع مؤسسي على مساعداتها، بغية تعزيز فعاليتها.

وفيما تتعدّد الدراسات التي تتناول فعالية المساعدات المقدّمة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية، فإنّ المساعدات المقدّمة من الجهات المانحة الأخرى، والعربية على وجه التحديد، لم تحظ بما يكفي من دراسة. وتستند معظم التعليقات والمقالات المنشورة عن المساعدات العربية على معلومات نوعية فحسب، نظراً لعدم توفّر بيانات كافية للتحليل الإمبيريقي/ التجريبي. بيد أن قطر بدأت بنشر معلومات مجمعة عن مساعداتها. هذا، جنباً إلى جنب مع بيانات أكثر تصنيفاً قدّمتها مديرية التعاون الدولي في وزارة الشؤون الخارجية لأغراض الدراسة، وتسمح لأول مرة بالاستقصاء الكمي عن المساعدات القطرية الموزّعة بين العامين 2010 و2012.

وتخصص دولة قطر، بالمقارنة مع غيرها من الجهات المانحة، نسبة عالية من مساعداتها كمساعدات إنسانية، ولكنها تقدّم مساعدات قليلة جداً من خلال قنوات عالمية أو إقليمية متعددة الأطراف. وباعتبار أن دولاً عربية أخرى كثّفت أيضاً مساعداتها، فسيكون من المفيد تقييم أهميّة تعزيز سبل التعاون على غرار لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية.

تبرهن هذه الورقة البحثيّة على أن دولة قطر تستجيب للنداءات الإنسانية التي تطلقها الأمم المتحدة وتلبّيها في الدول العربية، وأنّها اضطلعت بدور فعّال في ضمان أن تكون جهة مانحة مهمة في البلدان الشريكة، وتجنب الوقوع في فخ التوسّع الذي يفضي إلى التشتّت وضعف التأثير. كما إنّ قطر تركّز مساعداتها في البلدان المجاورة.