يشهد عالمنا الآن أعلى مستويات مسجلة للنزوح، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أجبرت 65.3 مليون شخص حول العالم على الفرار من ديارهم، من بينهم 21.3 مليون لاجىء.
إن الظروف والأزمات القاسية التي تجعل الحياة شبه مستحيلة أمام الأشخاص النازحين واللاجئين، والتي تدفع بهم إلى الهروب من ديارهم الذي من المفترض أن يكون ملاذهم آمن، للبحث عن مستقبل مشرق في طريق مظلم لا يظهر أي بصيص من النور في نهايته، تتحول إلى تحديات ليست بالحسبان تمنع الأشخاص النازحين واللاجئين من ممارسة حقهم في عيش حياة كريمة بأبسط المقومات.
وتُعد أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين وخاصة الشباب منهم هي صعوبة الوصول إلى فرص التعلم، والتعليم وبناء المهارات وفرص العمل وسبل العيش المحدودة، والتي تُضاف إلى القضايا المزمنة التي تعاني منها الحكومات والمتعلقة ببطالة الشباب وتداعياتها.
يشكل اللاجئون السوريون أعلى نسبة من اللاجئين حول العالم والذين بلغوا 5.5 مليون، وتعد تركيا من أكثر البلدان استضافة للاجئين حيث استقبلت 2.9 مليون لاجىء وفقاً لمفوضية اللاجئين في يونيو 2017.
وقد شاركت صلتك مؤخراً- وهي مؤسسة اجتماعية تنموية دولية غير ربحية غير حكومية، تعمل في إطار الجهد العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على تمكين الشباب اقتصادياً عن طريق وصلهم بالوظائف والموارد اللازمة لتأسيس وتنمية مشاريعهم وتعزيز قابلية التوظيف لديهم- في فعاليتين لمناقشة سبل تعزيز الوظائف للشباب واللاجئين في ألمانيا، حيث نظمت صلتك حلقة نقاش بالتعاون مع سفارة دولة قطر في برلين والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ بعنوان “فرص العمل والإدماج للشباب واللاجئين” في تاريخ 1 نوفمبر 2017 في مقر السفارة القطرية في برلين، كما شاركت في اجتماع للخبراء من تنظيم الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة الخارجية الألمانية بعنوان “استحداث فرص وظائف وفرص اقتصادية/ الوصول إلى أنشطة التوظيف وسبل العيش للاجئين في الدول المضيفة”، والذي تم عقده في مدينة بون في ألمانيا في 2 و3 نوفمبر 2017.
وعرضت المؤسسة تجربتها الناجحة في صيغ برامج مبتكرة لبرامج توظيف الشباب النازح واللاجئين الشباب في الدولة المضيفة، واضعة نصب أعينها السعي نحو تحقيق هدف التنمية المستدامة الرامي لتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع. وقد وضحت المؤسسة أن نهجها الناجح في استحداث وظائف لائقة للشباب النازح واللاجىء تعتمد بشكل رئيسي على التعاون مع الشركاء المحليين في دول العمليات، الشركاء الإقليميين، وبالتنسيق والعمل مع المنظمات الدولية.
وقدمت صلتك برنامجها مع مؤسسة رزق، إحدى مؤسسات المنتدى السوري غير الربحية التي تعمل على تطوير خبرات ومهارات اللاجئين السوريين في تركيا ودمجهم في سوق العمل التركي والتي أصبحت تمثل المؤسسة السورية الموثوقة لدى الحكومة التركية في مجال التأهيل والتشغيل. حيث تعاونت المؤسستين لافتتاح مركزاً لتوظيف وتأهيل اللاجئين السوريين في مدينة اسطنبول. يعمل المركز على تأمين فرص عمل لائقة للشباب السوري اللاجىء تناسب مؤهلاته واختصاصاته ودمجهم في سوق العمل التركي، وربطهم بفرص التدريب والتشغيل التي تعزز من قابلية توظيفهم. وقد نجح المركز منذ بدء عمله في نهاية عام 2016 بربط 3318 شاب وشابة بوظائف لائقة، كما حصل أكثر من 8500 شاب وشابة على خدمات التدريب والاستشارات المهنية.
إضافة إلى ذلك، تصمم صلتك برامج مبتكرة في دعم الشباب الفلسطيني، حيث نجحت بتوفير1251 فرصة عمل لرواد الأعمال الشباب في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالشراكة مع مؤسسة فلسطين للتنمية ومؤسستي إقراض في لبنان، لتمويل الشباب وبناء قدراتهم لتنمية واستدامة مشاريع منتجة ومدرة للدخل داخل المخيمات.
وفي عالم ينزح فيه داخلياً حوالي 34,000 شخص داخلياً قسراً كل يوم نتيجة النزاعات أو الاضطهاد، تضع صلتك في حيّز الاهتمام الظروف المختلفة للمجتمعات المتأثرة من النزاعات الداخلية في الدول، وتمكين الشباب النازح والذي يعد أيضاً من أكثر الفئات ضعفاً في العالم، كبرامج تدريب وتوظيف النازحين داخلياً في سوريا. على سبيل المثال، عملت صلتك على تنفيذ مبادرة العيش الكريم في الداخل السوري، والتي دربت ووظفت 1700 شاب نازح في مشروع بناء بيوت بديلة لمجتمعهم، وقامت بتمليكهم لأدوات وورش عمل تساعدهم في الحصول على فرص عمل في مشاريع بناء مستقبلية.